جغرافية البحار والمحيطات: النشأة والتطور، المناهج، المضمون

تعتبر جغرافية البحار والمحيطات من الفروع الأساسية في علم الجغرافيا الطبيعية. تهتم هذه الجغرافيا بدراسة المسطحات المائية الكبيرة على سطح الأرض، بما في ذلك المحيطات والبحار والخلجان. نظرًا لأهمية هذه المسطحات في التأثير على المناخ والتجارة والحياة البحرية، أصبح

من الضروري فهم نشأة جغرافية البحار والمحيطات وتطورها عبر الزمن.
تلعب البحار والمحيطات دورًا هامًا في تشكيل الأنماط المناخية العالمية وفي توزيع الأنشطة البشرية مثل الصيد والشحن. مع تطور العلوم الجغرافية، ازدادت الحاجة إلى تحليل هذه المسطحات من زوايا متعددة تشمل النشأة، التطور، المناهج، والمضمون.

أولًا: نشأة جغرافية البحار والمحيطات وتطورها

1.النشأة الفعلية لعلوم البحار

ترجع النشأة الفعلية للعلوم البحرية الحديثة إلى أوائل القرن التاسع عشر. على الرغم من ضخامة المعلومات المتوفرة، إلا أنها لم تكن مرتبة على أساس علمي دقيق في البداية، بل كانت مجرد أوصاف وملاحظات. منذ ذلك الوقت، تضاعف عدد العلماء والباحثين المكرسين لدراسة البحار، وبدأت أجهزة قياس الأعماق تلعب دورًا كبيرًا في تقدم العلوم البحرية.

2.تأثير التوسع الاستعماري الأوروبي

ساعد تنافس الدول الأوروبية على مد نفوذها الاستعماري في تطور علوم البحار. كانت بريطانيا، بوصفها أكبر دولة بحرية واستعمارية في العالم خلال القرنين الماضيين، في طليعة الدول التي ساهمت في تطوير هذه العلوم. يعتبر طومسون من العلماء البارزين الذين أسهموا في دراسة علاقة ضغط الماء بعمق الحياة البحرية. كما كان فونتين ماوري في الولايات المتحدة رائدًا في وصف المحيطات بناءً على التجارب العملية.

3.الفرق بين علم البحار وجغرافية البحار

علم البحار: يركز على دراسة البحار والمحيطات دراسة علمية تحليلية دون التطرق للعلاقات الطبيعية والبشرية.

جغرافية البحار: تهتم بدراسة البحار كظواهر طبيعية لها علاقات متداخلة مع البيئة المحيطة والإنسان.

4.الفرق بين البحار والمحيطات

المساحة: مساحة البحر لا تتجاوز 1/10 من مساحة أصغر المحيطات (مثل المحيط الهندي).

التحديد الجغرافي: يحد البحر اليابس من عدة جهات، بينما تكون المحيطات أكثر انفتاحًا.

العمق: عمق البحر عادة أقل من 1000 متر، وخاصة البحار المتشكلة على الرفوف القارية.

الخصائص الفيزيائية: تختلف مياه البحر في الملوحة ودرجة الحرارة مقارنة بالمحيطات.

5.أنواع البحار

بحار هامشية: تقع على أطراف المحيطات وتتصل بها عبر فتحات واسعة.

بحار متوسطة: تقع داخل اليابسة وتربطها بالمحيطات مضايق صغيرة (مثل البحر الأبيض المتوسط).

بحار داخلية: محاطة باليابسة من جميع الجهات ولا تربطها أي صلة واضحة بالمحيطات (مثل بحر قزوين).

ثانيًا: مناهج دراسة جغرافية البحار والمحيطات

1.المنهج الوصفي

يركز على وصف السمات الأساسية لجغرافية البحار والمحيطات، مثل الملوحة، درجة الحرارة، والتيارات. يتم استخدام الخرائط البحرية لتحديد مواقع التيارات والتي تتغير بتغير الفصول.

2.المنهج التحليلي

يعتمد على تحليل البيانات العلمية حول خصائص المياه والملوحة وكثافة المياه البحرية. يستخدم هذا المنهج أدوات حديثة مثل مجسات قياس الحرارة والملوحة.

3.المنهج المكاني

يهتم بتوزيع البحار والمحيطات على الكرة الأرضية. يساعد في فهم العلاقات الجغرافية بين المحيطات والقارات وتأثير ذلك على المناخ. يتميز هذا المنهج باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية لرسم خرائط توضح توزيع المسطحات المائية.

4.المنهج البيئي

يبحث في تأثير الأنشطة البشرية على البيئة البحرية مثل التلوث النفطي والصيد الجائر. يستخدم تقنيات تحليل البيانات البيئية لتقديم حلول مستدامة.

5.المنهج التطبيقي

يعتمد على استخدام نظم المعلومات الجغرافية لدراسة التغيرات المناخية على مستوى المحيطات. يمكن من خلاله تتبع تيارات المحيطات وتغيراتها على مر الزمن.

شاهد ايضا”

• كتب ومراجع جغرافية: دليل الباحثين
• أزمة المناخ : الأسباب ، التأثيرات، والحلول
• قارة إفريقيا: الاكتشاف، التضاريس، السكان، والإمكانيات الاقتصادية
• كيفية تسيير جلسة مناقشة مذكرة التخرج الجامعية: دليل شامل للطلبة

ثالثًا: مضمون جغرافية البحار والمحيطات وأهم موضوعاتها

التوزيع الجغرافي للبحار والمحيطات على مستوى الكرة الأرضية

تغطي البحار والمحيطات حوالي 71% من سطح الأرض. تشمل المحيطات الكبرى المحيط الهادئ، المحيط الأطلسي، المحيط الهندي، المحيط المتجمد الشمالي، والمحيط المتجمد الجنوبي. لكل محيط خصائصه البيئية والمناخية الفريدة.

الموارد البحرية وأهميتها الاقتصادية

تشمل الموارد السمكية، النفط والغاز البحري، والمعادن مثل المنغنيز والنحاس. تُعتبر البحار مصدرًا اقتصاديًا أساسيًا خاصة للدول الساحلية، كما تسهم في تعزيز التجارة البحرية العالمية.

النشاط البشري وتأثيره على البيئة البحرية

تشمل الأنشطة البشرية التلوث البحري الناتج عن المخلفات البلاستيكية والتسربات النفطية. تتطلب هذه المشكلات استراتيجيات بيئية لحماية التنوع البيولوجي وضمان استدامة الموارد البحرية.

الخاتمة

تعد جغرافية البحار والمحيطات من الفروع الأساسية لفهم التفاعل بين البيئة المائية والأنشطة البشرية. تسهم دراسة توزيع المحيطات والبحار في تعزيز المعرفة العلمية وتحسين إدارة الموارد البحرية. من الضروري تطوير استراتيجيات حماية مستدامة للحفاظ على هذه الموارد من التدهور.
تمت إضافة المرفق إلى المقال مع توسيع الفقرات والتركيز على الجوانب العلمية والجغرافية. يمكنك مراجعته الآن.